(مني أركو مناوي) في حوار (النخبة):  المصالحة الوطنية الشاملة ضرورية للخروج من الأزمات والوصول إلى النجاح المنشود

توافقنا فى مجلة ( النخبة) على إجراء حوارات غير مسبوقة مع رجال الصف الأول فى المشهد السياسى حالياً.

ونشكر الكموندور مناوى على جلوسه فى كرسى صالوننا الحوارى أولاً وإستقباله لأسئلتنا بتقدير وتفاعل جميل.

النخبة : الصادق جاد المولى 

#مجلات_النخبة_السودانية

*(مني أركو مناوي) في حوار مع مجلة (النخبة):

المصالحة الوطنية الشاملة ضرورية للخروج من الأزمات والوصول إلى النجاح المنشود

 

*(مني أركو مناوي) : لست نادماً على مشاركتي في الإنقاذ لأنني لم أدخل القصر عبر دبابة بل قضية عادلة*

*(مناوي) : الأراضي الليبية كانت امتداد لتواجدنا ولم نكن يوماً طرفاً في صراعهم*

قال رئيس حركة تحرير السودان مني أركو مناوي بأنه ليس نادماً على مشاركته في نظام البشير، مشيراً إلى أنه لم يأتي عبر دبابة بل نتاج معارك شرسة مع النظام البائد، وطالب الحكومة الانتقالية بضرورة الاستمرار في التفاوض مع رئيس حركة تحرير وجيش السودان عبدالواحد محمد نور وقال إن دوره مهم طبعاً في ارساء دعائم السلام في السودان كل ودارفور بصفة خاصة، ونادى بضرورة التصالح الوطني باعتباره المنقذ لمشاكل السودان وممهد الطريق لنجاح الحكومة، ونفى أن يكون لديهم قوات تشارك في الصراع الليبي المسلح، إلى مضابط حوارنا معه.



*في البدء أثارت دعوتك للمصالحة مع الإسلاميين جدلاً كثيفاً.. ما هو المغزى من دعوتك في الوقت الحالي؟*

أنا دعوت للمصالحة الوطنية مع كافة مكونات الشعب السوداني بما في ذلك الإسلاميين، لأن في طبيعة حال أي دولة خرجت من مثل هذه الأزمات أولى خطواتها تبدأ بالمصالحة حتى يتسنى لها طريق النجاح، أما فيما يخص الإسلاميين وتحديداً كلمة المصالحة مع غير الإسلاميين ومحاولة ابعادهم تماماً، هذا يأتي نتاج لانطباعات ايدولوجية تراهم عدو مفرط والعكس صحيح، وكما تعلمون أنا ومن معي أكثر من تضرر من تجربة حكم الإسلاميين ولكن على كل حال هذا لا يعني بأنهم محذوفين من قائمة المصالحة الوطنية.

*يتهامس البعض بأن لك علاقة قوية جداً تجمعك مع الفريق أول صلاح قوش.. هل هذه العلاقة تقف وراء دعوتك لمشاركة الإسلاميين؟*

هذه اشاعات مغرضة ليس إلاّ، عندما أراد صلاح الإطاحة برئيسه أخطر كثيرين ممن كانوا بالمعارضة وقتها حتى أولئك النشطاء الذين يدعون الثورية، لم يخطرني ولم يكن هناك تواصلاً بيننا ولعل هذا يبرهن على العلاقة بيني وبينه وكيف كان شكلها.

*هنالك اتهامات للحركة بأنها متورطة في الصراع الليبي خاصةً في ظل عدم تواجد قواتها بالداخل.. تعليقكم؟*

من قال لك لا توجد قواتها في الداخل؟ دعني أخبرك تعتبر الأراضي الليبية مناطق الامتداد بالنسبة لنا إذ دخلناها مطرودين ومهزومين، لكن هذا الأمر أصبح يورطنا في مثل هذه الاشاعات، وأقول لك أن مثل هذه الاشاعات هي بالونات كذب تطلق لأغراض سياسية.

*حققت زياراتك لمعسكرات اللاجئين مؤخراً نتائج إيجابية وأسهمت في تحسين أوضاعهم، ولكن الملاحظ يجد بأن حتى هذه المعسكرات باتت تحمل طابعاً قبلياً واثنياً لمسناه في الحشود التي كانت تستقبلكم من معسكرٍ إلى آخر.. برأيك هذه الاثنية والعنصرية والتي باتت وجه من أوجه الحياة كيف يتم القضاء عليها.. وما هي جهودكم في ذلك؟!*

هذا غير صحيح، كانت كل المعسكرات خرجت برمتها لاستقبالنا وليس هناك معسكر بداخله قبيلة واحدة انما هي مكونات دارفور كلها من مختلف قبائلها، لذلك أرى هذا الهراء يشبه المثل الذي يقال يمكن للفار أن يكشح الرمال في عيون قط وهما بحر، ولنفترض ان قبيلتي استقبلتني لا عيب في ذلك.

*يحمل عدد من منسوبي الحركة رتباً رفيعة رغم عدم تأهل بعضهم أكاديمياً.. هل سيتم تدريبهم ومن ثم دمجهم في القوات المسلحة مع الحفاظ على هذه الرتب أم كيف سيكون الأمر؟*

هذا الموضوع نوقش في الترتيبات الأمنية، والسبب يرجع إلى وجود جيوش كثر وليس في حاملي الرتب.

*ما هو الفرق بين اتفاق أبوجا وبين اتفاق جوبا للسلام برأيكم؟*

كل الاتفاقات بدءا من ١٩٧٢ اديس ابابا واحدة لأنها عبارة عن بحث لقتل مشكلة واحدة، أما المختلف في هذا اليوم أن هذا الاتفاق فيه نوع من الشمول، بالإضافة إلى أن البيئة السياسية التي وقع فيه مختلفة فهي بيئة ملائمة للتحول الديمقراطي، إلى جانب أن أطراف التوقيع هي ذاتها أطراف الثورة السودانية.

*قضيت ما يقارب الخمس سنوات بالقصر الجمهوري ماذا يمكن أن يقال عن هذه المشاركة.. وهل أنت نادم عليها خاصةً وأنه لم تكن هنالك مكاسب تحققت؟!*

لست نادماً، لأنني دخلت القصر باتفاق شرف ولم أدخله بانقلاب عسكري، ولم أدخله بانتهازية إنما دخلت بعد حرب شرسة يشهد عليها الجميع ومن خلفي حركة تملأ عيون السماء والأرض.

*التنافس في الحركات تنافس عرقي مما أدى إلى التشظي والانقسامات ومن ثم ضياع القضية.. تعليقكم؟!*

طبعاً غير صحيح، الحكومة هي من قامت بتوظيف موارد الدولة بصناعة الحركات على أساس عرقي وأثني، لكن الحركات الأساسية ليست لها نزعات أثنية، ولم تتنافس فيما بينها، أما لو تقصد ذلك في الانشقاق، هذا قد بدأ في الأحزاب وحتى البيوتات والأسر قبل الحركات، فهذا نتيجة لطبيعة الأشياء وحركتها.

*كيف استطعت أن توفق بين حياتك الأسرية وقيادة تنظيم مسلح؟*

صعبة لكن مجبورين عليها

*هل أنت نادم على انشقاقك من عبد الواحد نور وانضمامك لاتفاقية سلام أبوجا التي وقعت مع النظام البائد في 2006؟*

الحركة لم تنشق من عبدالواحد، إنما أقامت مؤتمراً عاماً بموجب الاتفاق الذي كان موقعاً بين رئيس عبدالواحد والأمين العام مناوي وهي وثيقة العهد التي بموجبها انعقد مؤتمر حسكنيتة وتنصل عبدالواحد في لحظات أخيرة، وقرر المؤتمرون انتخاب المؤسسات وكان لابد من المؤتمر التأسيسي للحركة، لذلك لفظ الانشقاق مجحف الذي خرج من العهد والمعهود هو من أنشق إن صحت الكلمة.

*في رأي البعض أن عبد الواحد لديه مشروع سياسي ولكن مناوي لا يعرف عنه توجهاً فكرياً معيناً.. ما تعليقك على ذلك؟*كل الحركات لديها مشروعاتها السياسية

*هل تتوقع أن ينخرط عبد الواحد في مفاوضات السلام التي تقودها الحكومة مع الحركات غير الموقعة على اتفاق جوبا؟*

هو منخرط أصلاً ولم تنقطع اتصالاته مع هذه الحكومة أو مع من سبقتها ولكن بطريقته هو.

*ما هو تأثيرك على شخصية عبد الواحد والدور الذي يمكن أن تقوم به لإقناعه بأن السلام هو الخيار الأمثل للسودان؟*

دوره مهم طبعاً في ارساء دعائم السلام في السودان كل ودارفور بصفة خاصة، وعلى الحكومة أن تستمر في التفاوض معه وصولاً إلى إقناعه.

*ماذا تريد أن تقول في الختام؟*

أتمنى أن يتسامى الجميع، ويعملوا معاً في صناعة وبناء سودان الحرية والسلام والعدالة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *