تحذيرات من خروج الأوضاع عن السيطرة … !

 

استقالة حمدوك…… سيناريوهات  ومالات …!

يواجه السودان ظروفا قاسية داخلية وإقليمية ودولية تهدد وجوده ليكون دولة آمنة مستقرة رغم أنه يشكل المرتكز الأساسي لأمن واستقرار المنطقة .. وفي ظل هذه الظروف دفع رئيس الوزراء الدكتور عبدالله حمدوك باستقالته من منصبه .. البعض اعتبر الخطوة ضمن مخطط تمزيق البلاد .. غير أن  آخرين قالوا إنها تأتي في إطار إعادة ترتيب المشهد السوداني .. وما بين هذا وذاك دخلت الأوضاع في البلاد مرحلة الخطر الداهم وباتت لا تحتمل المزيد من التعقيدات التي يمكن أن تدحرج البلاد  للانفجار الذي بات وشيكاً.

الخرطوم: حافظ المصري

أسباب الاستقالة..!

كشفت مصادر عن الأسباب التي دفعت رئيس الوزراء عبد الله حمدوك للاستقالة من منصبه  من بينها رفضه عودة صلاحية الاعتقال والتفتيش لجهاز المخابرات العامة بجانب الخلاف مع المكون العسكري بشأن عودة السفراء الذين فصلهم رئيس مجلس السيادة بسبب موقفهم الرافض لما وصفوه بـ(الانقلاب العسكري) الذي أطاح بحمدوك من منصبه في (25) من أكتوبر الماضي إضافة للخلاف حول قرارات اتخذها حمدوك بعد عودته لمنصبه.

وأشارت ذات المصادر إلى أن أبرز نقاط الخلاف كانت عودة المدير العام للهيئة والقومية للإذاعة والتلفزيون لقمان أحمد بعد فصله في (٢١) ديسمبر الماضي وطبقاً للمصادر فإن المكون العسكري طالب حمدوك بالتشاور والتفاوض بشأن قرارات عودة المفصولين.

الاستقالة وتعقيد المشهد …!

قال الخبير الاستراتيجي صابر حبيب المحامي إن استقالة حمدوك ستزيد المشهد تقعيداً ولولا الأمل في المكون العسكري لقلنا على الوحدة السلام ومرحباً بالخراب .. مرجعاً تعقيد المشهد إلى أن شخصية حمدوك رمادية غير مصادمة ودائماً ما يسعي لإرضاء الجميع ولذلك لن يرضي أحداً .. ويضيف حبيب قائلاً: صحيح أن حمدوك حقق نجاحاً في فترة حكومته الأولى بتمكنه من إعادة السودان لما يسمي بالأسرة الدولية مع أن الطريق لذلك كان ممهداً حيث استطاعت حكومته تكملة ملف رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب إيذاناً للبيوتات والمؤسسات المالية الدولية بإعفاء الديون وهذه نجاحات تحسب له .. بيد أن فشله في إدارة ملف تطبيع العلاقات مع إسرائيل إضافة إلى رضوخه لجماعات اليسار التي كانت ومازالت تغني بلسان وتصلي بلسان آخر أربكت حساباته وعجز في آخر الأمر في التخلص منها.

الاستقالة واحدة من تجليات الأزمة …!

وصف حاكم إقليم دارفور مني أركو مناوي القيادي بالحرية والتغيير (مجموعة الميثاق الوطني) استقالة حمدوك بأنها واحدة من تجليات الأزمة السياسية والاجتماعية المتراكمة التي لم تفهمها القوى السياسية التي ورثت البلاد في زمن غفلة أغلب الشعب حسب تعبيره.

مطالبة أميركية…!

حضت الخارجية الأميركية عقب استقالة حمدوك  القادة السودانيين على تنحية الخلافات جانباً والتوصل إلى توافق وضمان استمرار الحكم المدني .. وقال مكتب الشؤون الإفريقية في الخارجية الأميركية على (تويتر) إنه بعد استقالة رئيس الوزراء السوداني يتعين على القادة السودانيين تنحية الخلافات جانباً والتوصل إلى توافق وضمان استمرار الحكم المدني .. وشدد على أهمية تعيين رئيس الوزراء والحكومة السودانية المقبلة تماشياً مع الإعلان الدستوري لتحقيق أهداف الشعب في الحرية والسلام والعدالة .. وأضافت الخارجية الامريكية أن الولايات المتحدة تواصل الوقوف إلى جانب شعب السودان في مسعاه من أجل الديمقراطية مؤكداً أنه ينبغي وقف العنف ضد المتظاهرين.

ثلاثة سنوات عجاف…!

المحلل السياسي الأستاذ بابكر يحيى مضى في اتجاه مغاير ورأى أن الاستقالة هي الأفضل للسودان والسودانيين مشيراً إلى أن حمدوك قضى ثلاث سنوات عجاف تحول فيها الأمن إلى خوف والشبع إلى جوع والضياء إلى عتمة .. ثلاث سنوات غاب فيها الجمال وحضر فيها القبح .. ثلاث سنوات تعطلت فيها حركة المسرح وتعطلت فيها الابتسامة ولم يتم فيها افتتاح مدرسة ولا طريق ولا مسجد فقط هناك بعض الكافيهات .. وبعد كل هذه المسيرة يلوح حمدوك بالاستقالة قبل أن يستقيل وكأنه نيلسون مانديلا أو مهاتير محمد فلو كنت مكانه لكتبت استقالة من جملتين وهي (أعتذر للشعب السوداني عما مضى وأتقدم باستقالتي والسلام) هذه الكلمات كافية جداً لتجعلنا نقول وللمرة الأولى (شكراً حمدوك).

الاستقالة مخطط لها …!

وكانت وكالة (رويترز) قد نقلت عن (مصادر مقربة من حمدوك) قولها إن رئيس الوزراء يعتزم تقديم استقالته وسار مكتبه معززاً لذات السيناريوهات الغامضة التي يراها المحلل السياسي إبراهيم عربي مرسومة بدقة حيث أن التلويح بالاستقالة قبل إعلانها لا يعدو أن يكون عملاً استخباراتياً وسياسياً تحت سلاح الشائعات لفك العزلة والخناق عن الرجل ومحاولة لإعادة الثقة فيه لتكملة المهمة لاسيما وأن الناقل والمنقول عنه والحدث والفاعل جميعهم تحت ذات اللواء .. خبر الاستقالة أصبح حديث المجالس كل يراه حسب أجندته وتقاطعات مصالحه فيما أولاه آخرون اهتماماً بالتحليل والتكهنات ورسم بشأنه مراقبون عدة سيناريوهات بناء على التباين والظروف التي جاءت في سياقه .. فهناك احتجاجات ومليونيات اتساقاً مع الملابسات التي تواجهها المرحلة الانتقالية وتقاطعاتها وتجاذباتها وفي الوقت نفسه مازالت حالة الانسداد في الأفق السياسي التي جاءت متلازمة لقرارات 25 أكتوبر واتفاق (البرهان حمدوك) مستمرة.

الاجتماعات مستمرة…!

ويضيف عربي في الاتجاه نفسه أن اجتماعات حمدوك قبل الاستقالة ظلت متواصلة مع رئيس المجلس السيادي الفريق أول عبد الفتاح البرهان ونائبه الفريق محمد حمدان دقلو (حميدتي) بعيداً عن أعين الإعلام والتصريحات الرسمية كأن شيئا لم يكن ولكنها اجتماعات يبدو أنها كانت بعيدة أيضاً عن دهاليز مكتب الرجل مع بعض السياسيين في مركزية الحرية والتغيير ومجموعة الميثاق وغيرها من الجهات المختلفة ولكنها بالطبع ليست بعيدة عن فوكلر بيرتس رئيس البعثة الأممية (يونيتامس) الذي أصبح اللاعب الأساسي  في كل هذه المباريات وربما يحمل شارة الكابتن.

تعقيد جديد …!

قال الأمين العام لحزب الأمة القومي أكبر الأحزاب السودانية الواثق البرير في تصريحات لصحيفة (المصري اليوم) الإثنين إن استقالة حمدوك أضافت إلى الوضع السياسي المأزوم في السودان تعقيدات جديدة سياسياً ودستورياً معتبراً أنها تحتاج إلى إعادة قراءة للمشهد السياسي.

30% من الشعب بحاجة لإعانات …!

بالنظر للأوضاع الكارثية والخلافات التي تدور بين قوى الثورة وصل حد أن تم طرد قيادات بارزة في المجلس المركزي للحرية والتغيير منها وزير الصناعة السابق إبراهيم الشيخ ووزير مجلس الوزراء المهندس خالد عمر (سلك) .. في ذات الأثناء مازال الشارع ملتهباً والمليونيات مستمرة في وقت أصبحت فيه كلفة الحياة المعيشية فوق طاقة المواطن حيث قالت الأمم المتحدة إن 30% من الشعب السوداني في حاجة لإعانات بينما يرى المراقبون أن النسبة 50% ورغم ذلك تراجع المجتمع الدولي عن وعوده بدعم حمدوك لقيادة السودان إلى بر الأمان وبالتالي تدهورت الأوضاع إلى الأسوأ فقد تضاعفت الأسعار بنسبة 1000% وتجاوز الدولار (450) جنيهاً وربما تجاوز التضخم 400% وهو الأعلى عربياً في ظل قرارات محتملة برفع الدعم كلياً وبالتالي انفلات الأمن وتوقف عجلة التنمية والخدمات.

لهذا (….) السبب تراجع الحلفاء …!

وقال الأستاذ النور أحمد النور الخبير الإعلامي والمحلل السياسي إن حمدوك كان يلوح بالاستقالة من أجل الضغط على بعض حلفائه الذين أبدوا موافقتهم على توقيعه اتفاقا مع البرهان في (٢١) نوفمبر ولكنهم أي الحلفاء وجدوا الشارع ساخناً فتراجعوا عن موقفهم بدعم الإعلان السياسي ثم إنه وجد تعقيدات في تشكيل الحكومة وخلافات مع حركات دارفور خصوصاً العدل والمساواة وتعثرت جهوده لإقناع فصائل مهمة بدعمه وبهذا وجد نفسه في وضع حرج لذا أقدم على الاستقالة ومغادرة المشهد السياسي بعدما عزز سيرته الذاتية بخبرة وصورة تؤهله لمنصب أممي مرموق .. وأضاف النور أن استقالته لن تزيد الوضع السياسي تعقيداً بل ستفتح الباب أمام اختيار شخصية مناسبة تقود ما تبقى من الفترة الانتقالية بطريقة سلسة بعيداً عن التجاذبات والتردد الذي كان سمة المرحلة  السابقة.

هذا (…..) هو المخرج…!

وللخروج من هذا الواقع المأزوم والمحبط بحسب المراقبين فإن المطلوب من المجتمع الدولي دعم السودان دعماً سخياً بلا قيد أو شروط لمواجهة الواقع الاقتصادي المذري وقبل ذلك على السودانيين جميعاً التنازل والتوافق والتواثق علي رؤية وطنية تخرج السودان من مخاطر الانزلاق للفوضى.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *