مشروعي هو الأول من نوعه في السودان والدولة ستستفيد كثيراً ..!
يوجد (٢٨) نوع من العقارب في السودان وأكثرها انتشاراً ( العقرب الصفراء) …!
(سم العقارب) .. علاج للاقتصاد السوداني وتمزيق لفاتورة استيراد الأدوية والأمصال ..!
حوار: دعاء محمد محمود
الشاب مهاب الدين عبد الله رغم دراسته لهندسة الميكانيكا إلا أنه آمن بفكرته في استخراج سم العقارب والاستفادة منه فخطى نحو ذلك خطى ثابتة رغم أنها المرة الأولى التي ينفذ فيها هذا المشروع في السودان .. كانت البداية في فبراير هذا العام باستخراج التصديقات والإجراءات اللازمة وبدأ فعليا في صيد العقارب إلا انه واجهته بعض العقبات نتعرف عليها من خلال هذا الحوار الذي أجرته معه (النخبة) إلى جانب محاور أخرى عن أنواع العقارب وكيفية التعامل معها والفوائد التي ستجنيها الدولة من هذا المشروع .. فمعاً نطالع إفاداته:
في البدء نتعرف عليك عن قرب ؟
مهاب الدين عبدالله يحيى عبد الغني درست هندسة الميكانيكا بعطبرة وهاجرت إلى المملكة العربية السعودية لمدة عشر سنوات ثم قررت العودة بعد أن أنهيت دراسة الجدوى الخاصة بالمشروع .. حينها قررت إنهاء مشوار الغربة والعودة إلى البلاد لتنفيذ المشروع على أرض الواقع.
* من أين جاءت الفكرة وكيف تعاملت مع العقارب لأول مرة؟
الفكرة جاءت وأنا في السعودية وتحديداً في عام 2015م عندما شاهدت مقطع فيديو متداول لبعض الناس عرضوا عقارب ويتحدثون عن أن سم العقارب من ضمن المواد النادرة والغالية في العالم فاستهجنت الفكرة .. وكيف يتعامل الشخص مع عقارب .. بعدها وفي عام 2017م شاهدت نفس الفيديو مرة أخرى وهنا (أخذت وقفة وقلت يجب أن أتعامل وأفهم العقارب) ومن هنا بدأت أبحث وأفكر جدياً في دراسة المشروع وأقرأ عنه وعن توفر كمية العقارب في السودان والمناطق التي تتواجد فيها بكثرة ووجدت مناطق شمال السودان هي أكثر المناطق التي تتوفر فيها العقارب وبها كميات مهولة .. وهنا بدأت أجمع معلومات عن العقارب وكيفية تربيتها وما إلى ذلك وكان بمساعدة عدد من الأطباء المتخصصين في نفس المجال ومجالات الأفاعي ومن هنا كانت البداية .. أما أول مرة تعاملت فيها مع العقارب فكانت في دورة تدريبية بمصر عن كيفية التعامل مع العقارب وتربيتها وبيئتها وكيف يتم سحب السم منها وأيضا كيف نميز بين أنواعها من الأشد سمية إلى الأقل درجة في السمية إلى جانب المخاطر المحيطة بالمشروع.
متى بدأ التنفيذ الفعلي للمشروع؟
بدأنا التنفيذ الفعلي للمشروع بالإجراءات التي بدأت في أواخر فبراير 2021م كالأوراق والمستندات وأيضاً إنشاء الشركة وواجهتنا بعض العقبات في الإنشاء ولكن الحمد لله بدأنا فعلياً في شراء العقارب منذ يونيو الماضي وتحديداً من مناطق دنقلا وحلفا وإلى الآن نقوم بشرائها ويتم توفير كافة الاحتياجات التي يحتاج لها الصيادون في تلك المناطق من كشافات ومعدات سلامة فالتعامل لا يتم مباشرة بينهم وبين العقارب وإنما يكون عبر أدوات طبية تمكنهم من اصطياد العقارب.
حدثنا عن الفوائد التي ستجنيها الدولة من هذا المشروع؟
أولا في السودان لا تتوفر لدينا صناعة الأمصال من لدغات العقارب والأفاعي حيث نستوردها من الهند والصين وسابقا كنا نستوردها من مصر .. لكن عندما أصبح الاستيراد من مصر مكلفاً اتجهنا لاستيرادها من الهند والاستيراد من الهند غير مطابق لمواصفات العقارب الموجودة عندنا لأن أي دواء يصنع من نفس سبب المرض فنحن نتعامل مع عقارب في بيئة ونستورد لها أمصال من بيئة مختلفة تماماً عن العقارب المأخوذة منها وبذلك نكون قد قللنا قيمة ضريبة الاستهلاك المهلكة للاقتصاد وأيضا نكون قد حركنا عجلة الانتاج المحلي فالعقبة في عدم التمكن من التصنيع المحلي في عدم توفر المواد الخام والآن سنستفيد من خلال توفير المواد الخام .. أيضا من الفوائد التي ستجنيها الدولة خلق ثقافة للعامة وللمواطنين عن كيفية التعامل مع العقارب ولدغات العقارب والطرق الصحية في التعامل معها لأن معظم المعلومات في عقل المواطن السوداني هي معلومات مغلوطة مثل التعامل مع اللدغات عبر (الحجامة) وما إلى ذلك.
أنت اقتحمت مجال جديد ويعتبر الأول من نوعه في السودان فماهي المعوقات التي واجهك منذ بدء العمل؟
من أبرز المعوقات أنني أقوم بدفع تكلفة عالية جداً في التصريح الخاص بصيد العقارب فتكلفة التصريح التي أدفعها للدولة مقابل الكيلوجرام الواحد تبلغ مائة دولار غير الإجراءات الأخرى .. ومنذ دخولي هذا المجال واجهتني الكثير من المعوقات منها عملية التغذية الخاصة بالعقارب وهي عبارة عن (ديدان) غير متوفرة في السودان وهي مستخدمة عالمياً للمساهمة في إنتاج السم فهذه الديدان تحتوي على نسبة عالية من البروتين اسمها (الملور) وهى دودة مسالمة وغير مفترسة وتحتوي على نسبة 67 % من البروتين وهى دودة نظيفة تتغذى على الشوفان والقمح والردة وهى مستخدمة في كثير من النواحي الحياتية وتستخدمها الكثير من الدول حول العالم في تغذية العقارب وأيضا لها استخدامات عدة منها تطوير مجال اللحوم البيضاء والأسماك .. ومن المعوقات أنني غير قادر على توليد هذه الديدان محلياً حيث تعتبرها الجهات المعنية آفة فتم التصديق لي باستيرادها فقط وتكلفة استيرادها عالية جداً ورغم موافقتي على جميع الاشتراطات بأن لا تتسرب الدودة مستقبلاً وأن تكون ضمن إطار معين إلا أن الجهات اكتفت فقط بالاستيراد.
كيف ومن أين تحصلون على العقارب وما هي الأنواع التي تحرصون عليها؟
في السودان يوجد ثمانية وعشرون نوعاً من العقارب لكن الأكثر انتشاراً وشيوعاً هو عقرب (اللوريس) أو ما تعرف بـ(العقرب الصفراء) وهي متوفرة بكميات كبيرة في المناطق الصحراوية بدءاً من ( المناصير والدبة ودنقلا وكريمة حتى حلفا) ونحن نصطادها من منطقة حلفا وتنشط العقارب في فصل الصيف لأنها تخرج من مخابئها وتكون متوفرة.
جهات قدمت لك الدعم ؟ وهل وجدت الدعم من الدولة خاصة وأن مثل هذه المشاريع تعتبر ذات أهمية عالية؟
فيما يخص تقديم الدعم من الدولة حاولت أن أصل إلى رئيس الوزراء د. عبد الله حمدوك لكي أطرح عليه المشروع والفوائد التي ستعود على البلاد منه خاصة وأن سم العقارب تصنع منه علاجات لكثير من الأمراض ومن أهمها مرض الآن السودان يواجهه وهو مرض السرطان ولكن محاولاتي باءت بالفشل فأنا محتاج فقط للدعم اللوجستي من الدولة ومحتاج أن توفر لي الدولة التصاريح والأرض الخصبة لدعم المشروع فالمشروع كما ذكرت يغطي نفقات كبيرة جداً من علاج السرطان وأمصال لدغات العقارب وأتوقع وأعول كثيراً على الدولة أن تدعمني دعماً لوجستيا في إزالة العقبات التي تقف أمام المشروع ونجاحه بالكامل.
فكرتك من حيث تطوير المشروع ؟ وما هي طموحاتك القريبة والبعيدة؟
الفكرة في تطوير المشروع هي تطوير قطاع الأدوية وبدلاً من أن نكون دولة تستورد الأدوية يمكن أن نصبح دولة مصدرة وندخل ضمن المنظومة العالمية في تصنيع العقاقير الطبية ومحاربة الأمراض المنتشرة مثل السرطان وطموحاتي أن يغطي المشروع احتياجات السودان والوطن العربي واحتياجات العالم أجمع في مجال صناعة الأدوية والعقاقير الطبية .. أيضاً يسهم المشروع في نشر ثقافة التعامل مع العقارب والاستفادة من سمها وكذلك توظيف عدد كبير من الدارسين والمهتمين بهذا المجال.